التعليم الإلكتروني - ميزات وآفات
بسم الله الرحمن الرحيم
التعليم الإلكتروني - مَيْزَات وآفات ... إسماعيل الشرقاوي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد ...
فإن المتتبع للتقنيات العلمية الحديثة ليرى تقدمًا علميًا هائلا في مجال نقل البيانات والمعلومات المرئية والصوتية والمكتوبة ، ومعلوم أن أي تقنية في بدايتها تكون ثمينة ومبهرة ، ومع مرور الزمان تصبح أمرًا عاديًا ؛ فالثمن يقل حتى يصير في متناول الفقراء ، والإبهار يخبو حتى يصير كالفِرَاء (1)
وتلك طبيعة الإنسان الغافل ؛ تنسيه كثرة النعم المنعمَ ، قال الله - تعالى - : ((إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ)) (العاديات 6) أَيْ طُبِعَ الْإِنْسَانُ عَلَى كُفْرَانِ النِّعْمَةِ. قال ابن قتيبة: والأرض الكنود: التي لا تُنْبِتُ شيئاً. قَالَ الْحَسَنُ. لَكَفُورٌ جَحُودٌ لِنِعَمِ اللَّهِ ، لوامٌ لربه يَذْكُرُ الْمَصَائِبَ وَيَنْسَى النِّعَمَ ، وأَخَذَهُ الشَّاعِرُ فَنَظَمَهُ:
يَا أَيُّهَا الظَّالِمُ فِي فِعْلِهِ ... وَالظُّلْمُ مَرْدُودٌ عَلَى مَنْ ظَلَمْ
إِلَى مَتَى أَنْتَ وَحَتَّى مَتَى ... تَشْكُو الْمُصِيبَاتِ وَتَنْسَى النِّعَمْ! (2)
فالحاسوب (3) الذي كان يباع بآلاف الجنيهات ، ولا تجد منه في بلدة إلا واحدًا أو اثنين أصبح بسعر زهيد في كل بيت ، حتى الحاسوب المحمول (4) أصبح رخيصًا ، بل وهناك ما يسمى بالتابلت (5) كان غاليًا في البداية والآن أصبح سعره متوسطًا فاقتناه الكثير .
وأما إذا تحدثنا عن كم المعلومات المنقولة عبر هذه الأجهزة الحديثة لرأينا العجب العجاب ، فالمكتبة التي إن أردت اقتناءها في أي علم من العلوم دفعت مئات الآلاف من الدولارات - وربما يستحيل عليك أن تصل لبعضها لاختلاف البلدان أو قلة الطبعات - يمكنك - بفضل الله ورحمته - أن تُحَمِّلَهَا على فلاشة (6) كالفراشة أو تخزنها على هارد (7) ككف اليد ، وأما في مجال المرئيات والصوتيات والمراسلة والإنترنت (8)
والإبداع في كل مجالات العلوم والفنون فلا سبيل لبيان عظمة هذه النعم ، فالشكر لله ثم لمن بذلوا حياتهم لنفع الناس .
إن هذه الطفرة العلمية الحديثة العجيبة لتدعونا إلى أن نتأمل بتجرد وإنصاف ، كم قدم الغرب لنفع البشرية ، بما وفقهم الله إليه من بحث وتدقيق حتى برعوا في تطوير علوم وتقنيات مذهلة تنفع الناس وتوفر لهم الراحة في كل شؤون الدنيا بل والدين أيضًا ، رغم أن هؤلاء المخترعين ليسوا مسلمين ، نعم المسلمون قدموا وما يزالون يقدمون ، لكن إنتاجهم قليل ومحدود وبطيء مقارنة مع عمالقة الغرب ، وأكثر علمائنا البارعين وجدوا أنفسهم في الغرب في جو يوفر لهم ما يشاؤون من مال ووسائل لإنجاح تقدمهم ، وحينئذ يستحيل أن يعودوا إلينا .
لا نريد أن نتحدث عن الماضي بما فيه من علماء عرب ومسلمين أبدعوا ونفعوا البشرية جمعاء ، وإنما نتحدث عن اليوم ، لا نرى أكثر المسلمين إلا مستهلكين للمنتجات الغربية ، ولم يفكروا ماذا لو توقفت هذه التقنيات التي بين أيدينا ومنَعَنَا الغرب إنتاجه المتطور ؟! هل سنظل في مكاننا كما نقول " مَحَلَّكْ سِرْ" أم سنسعى إلى تقديم بديل أو تطوير يأخذ خبرات السابقين ويضيف عليها بما يتناسب مع إمكانياتنا المحدودة . إن العقل البشري واحد بكل قدراته وإمكانياته ، وليس العقل الغربي متميزًا عن العقل العربي كما زعم بعض العرب ، فلم يخلق الله عقول الغرب مبدعة وعقولنا قاصرة ، نحن - بفضل الله وتوفيقه - قادرون على الإبداع والإنتاج ، عندما يتحرك ملايين الشباب من المقاهي والسينمات والشاشات والمتنزهات ؛ ليخرجوا إلى هذه الحياة ويشعروا بقيمتها ومهمتهم فيها ، عندما نتغلب على بطالة التفكير التي قتلت عقول الشباب وحولتهم إلى دمى بشرية تتحرك على الأرض بغير راية ولا غاية ، عندما ننتزع من شبابنا التقليد الأعمى لأسوء ما عند الغرب ونصبغهم بصبغة الإسلام ((صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ)) (البقرة 138) ، عندما يفيق الكبار والصغار والرجال والنساء من غفوتهم ويدركوا عظمة القدوة : ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)) (الأحزاب 21) .
أنواع التعليم الالكتروني
تنحصر أنواع التعليم الإلكتروني تبعاً لزمن حدوثه في نوعين ، هما :
أولاً : التعليم الإلكتروني المتزامن Synchronous E-learning )) :
وهو التعليم على الهواء الذي يحتاج إلى وجود المتعلمين في نفس الوقت أمام أجهزة الكمبيوتر لإجراء النقاش والمحادثة بين الطلاب أنفسهم وبينهم وبين المعلم عبر غرف المحادثة((chatting أو تلقي الدروس من خلال الفصول الافتراضية (virtual classroom) أو باستخدام أدواته الأخرى . ومن ايجابيات هذا النوع من التعليم حصول المتعلم على تغذية راجعة فورية وتقليل التكلفة والاستغناء عن الذهاب لمقر الدراسة ، ومن سلبياته حاجته إلى أجهزة حديثة وشبكة اتصالات جيدة.
وهو أكثر أنواع التعليم الإلكتروني تطوراً و تعقيداً ، حيث يلتقي المعلم و الطالب على الإنترنت في نفس الوقت ( بشكل متزامن ) .
وتتضمن الأدوات المستخدمة في التعليم الالكتروني المتزامن مايلي:
• اللوح الأبيض(Whit Board )
• المؤتمرات عبر الفيديو (Videoconferencing)
• المؤتمرات عبر الصوت (Audio conferencing)
• غرف الدردشة (Chatting Rooms)
ويتفق الكاتب مع المختصون الذين يرون بأن التعليم الإلكتروني التزامني قد يحدث أيضاً داخل غرفة الصف وباستخدام وسائط التقنية من حاسب وانترنت وتحت إشراف وتوجيه المعلم .
ثانياً : التعليم الإلكتروني غير المتزامن Asynchronous E-learning )) :
وهو التعليم غير المباشر الذي لا يحتاج إلى وجود المتعلمين في نفس الوقت، مثل الحصول على الخبرات من خلال المواقع المتاحة على الشبكة أو الأقراص المدمجة أو عن طريق أدوات التعليم الإلكتروني مثل البريد الإلكتروني أو القوائم البريدية ومن ايجابيات هذا النوع أن المتعلم يحصل على الدراسة حسب الأوقات الملائمة له ، وبالجهد الذي يرغب في تقديمه ، كذلك يستطيع الطالب إعادة دراسة المادة والرجوع إليها إلكترونيا كلما احتاج لذلك.
ومن سلبياته عدم استطاعة المتعلم الحصول على تغذية راجعة فورية من المعلم، كما انه قد يؤدي إلى الانطوائية لأنه يتم في عزله.
وتتضمن الأدوات المستخدمة في التعليم الالكتروني غير المتزامن ، مايلي:
• البريد الإلكتروني.
• المنتديات.
• الفيديو التفاعلي.
• الشبكة النسيجية . (9)
ميزات وفوائد التعليم الإلكتروني
1-يستفيد الطالب من وسائط التعليم الحديثة التي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فهي تقدم صورة وصوتا ونصا في آن واحد للدارسين في الوقت الذي لا يمكنهم تحقيق ذلك بوسائط أخرى ، وخير مثال على ذلك المؤتمرات فيديو((Video Conference والمؤتمرات بوساطة الحاسوب وبرامج وسائط العرض المتعددة (Multimedia)
(10)
2-توصيل وتخزين المواد الدراسية والمعلومات بسرعة ودقة فائقة دون اعتبار للمكان والزمان بخطوط اتصالات ثنائية الاتجاه ، توفر علاقة تفاعلية بين الدارس والمعلم والمشرف الأكاديمي ، والطلبة مع تبادل المعلومات والاستفسارات فيما بينهم.
5- تحسين التعاون بين المعلمين والخبراء المحليين والأجانب مما يؤدي إلى تعاون تربوي أكثر فاعلية ، وخاصة على مستوى الدراسات العليا .
6-تعزيز فاعلية عملية التعليم والتعلم ، وتمنح متسعا من الوقت للدارسين للتفكير والتأمل قبل الإجابة أو إعطاء رأي.
طرق التغلب على معوقات التعليم الإلكتروني
1- استجابة الطلاب الحريصين على العلم مع النمط الجديد وتفاعلهم معه.
2- المراقبة المستمرة لطرق تكامل قاعات الدرس مع التعليم الفوري والتأكد من أن المناهج الدراسية تسير وفق الخطة المرسومة لها .
3- زيادة التركيز على المعلم وإشعاره بشخصيته وأهميته بالنسبة للمؤسسة التعليمية والتأكد من عدم شعوره بعدم أهميته وأنه أصبح شيئاً تراثياً تقليدياً.
4ـ وعي أفراد المجتمع بهذا النوع من التعليم وعدم الوقوف السلبي منه.
5ـ توفر مساحة واسعة من الحيز الكهرومغناطيسي وتوسيع المجال للاتصال اللاسلكي.
6ـ الحاجة المستمرة لتدريب ودعم المتعلمين والإداريين في كافة المستويات ، حيث إن هذا النوع من التعليم يحتاج إلى التدريب المستمر وفقاً للتجدد التقنية.
7ـ الحاجة إلى تدريب المتعلمين لكيفية التعليم باستخدام الإنترنت.
8ـ الحاجة إلى نشر محتويات على مستوى عالٍ من الجودة، ذلك أن المنافسة عالمية.
9ـ تعديل كل القواعد القديمة التي تعوق الابتكار ووضع طرق جديدة تنهض بالابتكار في كل مكان وزمان للتقدم بالتعليم وإظهار الكفاءة والبراعة.
1- تنمية روح الجدية في اكتساب خبرات أساطين العلم في كل مجال ، والتواصل مع كل الاجتهات الفكرية والإسهام في تقديم النفع لشرائح اجتماعية متعددة .
2-إظهار بعض طباع الناس طيبها وخبيثها .
3- توفير وقت المعلم والطلاب ، فالوقت الذي يقطعانه للوصول إلى محل العمل يمكن اغتنامه واستغلاله في أمر آخر يعود بالنفع عليهما في أمور الدين والدنيا .
4- توفير مال كثير للطالب كان من الممكن أن ينفقه إذا أراد الذهاب إلى المعلم أو الجامعة ، فضلًا عن المجهود الكبير ، وتكاليف السكن والطعام ...إلخ .
3- حرص كثير من الطلاب على الرواية والأسانيد لا الدراية والتجويد ، وكتبت في ذلك :
يَا قَارِئَ الذِّكْرِ وَوَاقِدَ الْفِكْرِ : إِتْقَانُكَ إِسْنَادُكَ ، وَقِرَاءَتُكَ إِجَازَتُكَ ، وَفَهْمُكَ عِلْمُكَ ، وَأَخْلَاقُكَ تَصْدِيقُكَ .
3-بعض الطلبة القادرين يبخسون الناس أشياءهم ويتكاسلون عن أداء رسوم شهرية ولو يسيرة للمعلم أو الجهة التعليمية المسؤولة وكأنه يتعامل مع جهاز أصم ، وبعضهم يرى أخذ المال على تعليم القرآن جريمة لا تغتفر ؛ لأنه عبادة (15) ، وإذا سألته ماذا تعمل ؟! يقول أدرس القرآن في جمعية أو مدرسة أو إمام مسجد ، فنقول له : وكيف تأكل وتشرب وتسكن وتدفع الالتزامات ؟! يقول لي راتب من الجمعية أو المدرسة أو المسجد ..... لا تعليق .
4- عدم التزام بعض الطلاب الأدبَ مع شيوخهم .
http://www.startimes.com/?t=31788421
(7) بالإنجليزية Hard disk : قرص ثابت ، وليس معنى تحدثنا بهذه المصلحات أننا ننفي وجود مصطلحات بديلة في لغتنا العربية الثرية ، وإنما نتكلم بها لكثرتها على الألسنة ، ولبيان ليونة هذه اللغة العظيمة ، فكم من المصطلحات الأعجمية التي طبخت في مجامعنا اللغوية حتى نضجت وأصبحت عربية .
(8) بالإنجليزية Internet : اختصار للمصطلح : International Network أي الشبكة الدولية ، لمعرفة مخترع الإنترنت تابع الرابط :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%8A%D9%85_%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%86%D8%B1%D8%B2_%D9%84%D9%8A
(9) للمزيد تابع مقال أ/راشد الشاذلي : http://mehany.yoo7.com/t102-topic
(10) هذا العنصر وما يليه نقلًا عن جامعة الملك سعود بتصرف :
http://faculty.ksu.edu.sa/7338/Pages/edu4.aspx
(11) بتصرف من موضوع أ/راشد الشاذلي : http://mehany.yoo7.com/t102-topic
(12) أكثر هذا الموضوع منقول عن أ/راشد الشاذلي ، مع تصرف وإضافات ، رابط النقل : http://mehany.yoo7.com/t102-topic
(13) التصفية الرقمية فى التعليم الإلكترونى هي مقدرة الأشخاص أو المؤسسات على تحديد محيط الاتصال والزمن بالنسبة للأشخاص وهل هناك حاجة لاستقبال اتصالاتهم ، ثم هل هذه الاتصالات مقيدة أما لا، وهل تسبب ضرر وتلف ، ويكون ذلك بوضع فلاتر أو مرشحات لمنع الاتصال أو إغلاقه أمام الاتصالات غير المرغوب فيها وكذلك الأمر بالنسبة للدعايات والإعلانات ، نقلا عن منتدى جامعة المدينة العالمية :
(14) صحيح ، رواه ابن ماجه (252) (1/ 92) وأبو داود (3664) (3/ 323) وغيرهما .
(15) لمعرفة قول العلماء تابع الرابط : http://www.alukah.net/Sharia/0/56196/
(16) http://zdnyilma.blogspot.com/2014/08/blog-post_80.html
(17) قال الله - تعالى - : ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا)) (مريم 54) .
التعليم الإلكتروني - مَيْزَات وآفات ... إسماعيل الشرقاوي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد ...
فإن المتتبع للتقنيات العلمية الحديثة ليرى تقدمًا علميًا هائلا في مجال نقل البيانات والمعلومات المرئية والصوتية والمكتوبة ، ومعلوم أن أي تقنية في بدايتها تكون ثمينة ومبهرة ، ومع مرور الزمان تصبح أمرًا عاديًا ؛ فالثمن يقل حتى يصير في متناول الفقراء ، والإبهار يخبو حتى يصير كالفِرَاء (1)
وتلك طبيعة الإنسان الغافل ؛ تنسيه كثرة النعم المنعمَ ، قال الله - تعالى - : ((إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ)) (العاديات 6) أَيْ طُبِعَ الْإِنْسَانُ عَلَى كُفْرَانِ النِّعْمَةِ. قال ابن قتيبة: والأرض الكنود: التي لا تُنْبِتُ شيئاً. قَالَ الْحَسَنُ. لَكَفُورٌ جَحُودٌ لِنِعَمِ اللَّهِ ، لوامٌ لربه يَذْكُرُ الْمَصَائِبَ وَيَنْسَى النِّعَمَ ، وأَخَذَهُ الشَّاعِرُ فَنَظَمَهُ:
يَا أَيُّهَا الظَّالِمُ فِي فِعْلِهِ ... وَالظُّلْمُ مَرْدُودٌ عَلَى مَنْ ظَلَمْ
إِلَى مَتَى أَنْتَ وَحَتَّى مَتَى ... تَشْكُو الْمُصِيبَاتِ وَتَنْسَى النِّعَمْ! (2)
فالحاسوب (3) الذي كان يباع بآلاف الجنيهات ، ولا تجد منه في بلدة إلا واحدًا أو اثنين أصبح بسعر زهيد في كل بيت ، حتى الحاسوب المحمول (4) أصبح رخيصًا ، بل وهناك ما يسمى بالتابلت (5) كان غاليًا في البداية والآن أصبح سعره متوسطًا فاقتناه الكثير .
وأما إذا تحدثنا عن كم المعلومات المنقولة عبر هذه الأجهزة الحديثة لرأينا العجب العجاب ، فالمكتبة التي إن أردت اقتناءها في أي علم من العلوم دفعت مئات الآلاف من الدولارات - وربما يستحيل عليك أن تصل لبعضها لاختلاف البلدان أو قلة الطبعات - يمكنك - بفضل الله ورحمته - أن تُحَمِّلَهَا على فلاشة (6) كالفراشة أو تخزنها على هارد (7) ككف اليد ، وأما في مجال المرئيات والصوتيات والمراسلة والإنترنت (8)
والإبداع في كل مجالات العلوم والفنون فلا سبيل لبيان عظمة هذه النعم ، فالشكر لله ثم لمن بذلوا حياتهم لنفع الناس .
إن هذه الطفرة العلمية الحديثة العجيبة لتدعونا إلى أن نتأمل بتجرد وإنصاف ، كم قدم الغرب لنفع البشرية ، بما وفقهم الله إليه من بحث وتدقيق حتى برعوا في تطوير علوم وتقنيات مذهلة تنفع الناس وتوفر لهم الراحة في كل شؤون الدنيا بل والدين أيضًا ، رغم أن هؤلاء المخترعين ليسوا مسلمين ، نعم المسلمون قدموا وما يزالون يقدمون ، لكن إنتاجهم قليل ومحدود وبطيء مقارنة مع عمالقة الغرب ، وأكثر علمائنا البارعين وجدوا أنفسهم في الغرب في جو يوفر لهم ما يشاؤون من مال ووسائل لإنجاح تقدمهم ، وحينئذ يستحيل أن يعودوا إلينا .
لا نريد أن نتحدث عن الماضي بما فيه من علماء عرب ومسلمين أبدعوا ونفعوا البشرية جمعاء ، وإنما نتحدث عن اليوم ، لا نرى أكثر المسلمين إلا مستهلكين للمنتجات الغربية ، ولم يفكروا ماذا لو توقفت هذه التقنيات التي بين أيدينا ومنَعَنَا الغرب إنتاجه المتطور ؟! هل سنظل في مكاننا كما نقول " مَحَلَّكْ سِرْ" أم سنسعى إلى تقديم بديل أو تطوير يأخذ خبرات السابقين ويضيف عليها بما يتناسب مع إمكانياتنا المحدودة . إن العقل البشري واحد بكل قدراته وإمكانياته ، وليس العقل الغربي متميزًا عن العقل العربي كما زعم بعض العرب ، فلم يخلق الله عقول الغرب مبدعة وعقولنا قاصرة ، نحن - بفضل الله وتوفيقه - قادرون على الإبداع والإنتاج ، عندما يتحرك ملايين الشباب من المقاهي والسينمات والشاشات والمتنزهات ؛ ليخرجوا إلى هذه الحياة ويشعروا بقيمتها ومهمتهم فيها ، عندما نتغلب على بطالة التفكير التي قتلت عقول الشباب وحولتهم إلى دمى بشرية تتحرك على الأرض بغير راية ولا غاية ، عندما ننتزع من شبابنا التقليد الأعمى لأسوء ما عند الغرب ونصبغهم بصبغة الإسلام ((صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ)) (البقرة 138) ، عندما يفيق الكبار والصغار والرجال والنساء من غفوتهم ويدركوا عظمة القدوة : ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)) (الأحزاب 21) .
أنواع التعليم الالكتروني
تنحصر أنواع التعليم الإلكتروني تبعاً لزمن حدوثه في نوعين ، هما :
أولاً : التعليم الإلكتروني المتزامن Synchronous E-learning )) :
وهو التعليم على الهواء الذي يحتاج إلى وجود المتعلمين في نفس الوقت أمام أجهزة الكمبيوتر لإجراء النقاش والمحادثة بين الطلاب أنفسهم وبينهم وبين المعلم عبر غرف المحادثة((chatting أو تلقي الدروس من خلال الفصول الافتراضية (virtual classroom) أو باستخدام أدواته الأخرى . ومن ايجابيات هذا النوع من التعليم حصول المتعلم على تغذية راجعة فورية وتقليل التكلفة والاستغناء عن الذهاب لمقر الدراسة ، ومن سلبياته حاجته إلى أجهزة حديثة وشبكة اتصالات جيدة.
وهو أكثر أنواع التعليم الإلكتروني تطوراً و تعقيداً ، حيث يلتقي المعلم و الطالب على الإنترنت في نفس الوقت ( بشكل متزامن ) .
وتتضمن الأدوات المستخدمة في التعليم الالكتروني المتزامن مايلي:
• اللوح الأبيض(Whit Board )
• المؤتمرات عبر الفيديو (Videoconferencing)
• المؤتمرات عبر الصوت (Audio conferencing)
• غرف الدردشة (Chatting Rooms)
ويتفق الكاتب مع المختصون الذين يرون بأن التعليم الإلكتروني التزامني قد يحدث أيضاً داخل غرفة الصف وباستخدام وسائط التقنية من حاسب وانترنت وتحت إشراف وتوجيه المعلم .
ثانياً : التعليم الإلكتروني غير المتزامن Asynchronous E-learning )) :
وهو التعليم غير المباشر الذي لا يحتاج إلى وجود المتعلمين في نفس الوقت، مثل الحصول على الخبرات من خلال المواقع المتاحة على الشبكة أو الأقراص المدمجة أو عن طريق أدوات التعليم الإلكتروني مثل البريد الإلكتروني أو القوائم البريدية ومن ايجابيات هذا النوع أن المتعلم يحصل على الدراسة حسب الأوقات الملائمة له ، وبالجهد الذي يرغب في تقديمه ، كذلك يستطيع الطالب إعادة دراسة المادة والرجوع إليها إلكترونيا كلما احتاج لذلك.
ومن سلبياته عدم استطاعة المتعلم الحصول على تغذية راجعة فورية من المعلم، كما انه قد يؤدي إلى الانطوائية لأنه يتم في عزله.
وتتضمن الأدوات المستخدمة في التعليم الالكتروني غير المتزامن ، مايلي:
• البريد الإلكتروني.
• المنتديات.
• الفيديو التفاعلي.
• الشبكة النسيجية . (9)
ميزات وفوائد التعليم الإلكتروني
1-يستفيد الطالب من وسائط التعليم الحديثة التي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فهي تقدم صورة وصوتا ونصا في آن واحد للدارسين في الوقت الذي لا يمكنهم تحقيق ذلك بوسائط أخرى ، وخير مثال على ذلك المؤتمرات فيديو((Video Conference والمؤتمرات بوساطة الحاسوب وبرامج وسائط العرض المتعددة (Multimedia)
(10)
2-توصيل وتخزين المواد الدراسية والمعلومات بسرعة ودقة فائقة دون اعتبار للمكان والزمان بخطوط اتصالات ثنائية الاتجاه ، توفر علاقة تفاعلية بين الدارس والمعلم والمشرف الأكاديمي ، والطلبة مع تبادل المعلومات والاستفسارات فيما بينهم.
3-يشجع
على التعليم التعاوني والعمل الجماعي وربط جماعات الدارسين ودعم الندوات العامة وتبادل الآراء
بين الأفراد وذوي الاهتمامات المشتركة ، وإمكانية التعاون الأكاديمي بين المتعلمين ، وذلك من خلال سهولة الاتصال ما
بين هذه الأطراف في اتجاهات عدة مثل مجالس النقاش ، البريد الإلكتروني وغرف
الحوار ، مما يزيد فرص النقاش وتبادل وجهات النظر.
4-يوفر
طرقا وأساليب جديدة للتعليم والتعلم ويعمل على تعزيز الاستفادة من شبكة الإنترنت وما تحتويه من
معلومات ومصادر تعليمية آليات البحث.5- تحسين التعاون بين المعلمين والخبراء المحليين والأجانب مما يؤدي إلى تعاون تربوي أكثر فاعلية ، وخاصة على مستوى الدراسات العليا .
6-تعزيز فاعلية عملية التعليم والتعلم ، وتمنح متسعا من الوقت للدارسين للتفكير والتأمل قبل الإجابة أو إعطاء رأي.
7-يؤدي إلى تنمية قدرات التفكير العليا من خلال التفكير العلمي الخلاق في الوصول إلى حل المشكلات وترتيب الأفكار وتنظيمها.
8-يساعد على تحقيق هدف التربية الرامي إلى تنمية الاتجاهات الجديدة وتعديل السلوك.
9-يمنح
الخصوصية في العملية التعليمية,حيث يختلف الأفراد من حيث قدراتهم
الاستيعابية ، ويتم التعلم بمعزل عن الآخرين ويمنح الفرصة للمحاولة والخطأ
دون أي شعور بالحرج ، مع المساواة بين كل الطلاب وخاصية تكرار المعلومات. (11)
10-يساعد
في التغلب على الخجل والتردد حيث إن أدوات الاتصال تتيح لكل متعلم فرصة
الإدلاء برأيه في أي وقت ودون حرج ، وهذا النوع من التعليم يتيح الفرصة كاملة
للمتعلم للمناقشة والحوار.
11-يسهل الوصول إلى المعلم والمرشد الأكاديمي في أسرع وقت وأقل عناء حتى خارج أوقات العمل الرسمية,وذلك عن طريق البريد الإلكتروني.
12-تعدد
طرق التدريس لتلائم الفروق الفردية حيث يمكن تلقي المادة العلمية بالطريقة
التي تناسب المتعلمين مرئيا أو سمعيا أو قراءةً .
13-تميز بناء المادة التعليمية بنمط التعليم الذاتي.
14-يوفر
المناهج طوال اليوم وفي كل أيام الأسبوع لمنح مرونة في العملية
التعليمية مما يتيح فرصة التعلم لأفراد المجتمع على الرغم من الظروف الخاصة
والمسؤوليات الأسرية.
15-سهولة
وتعدد طرق تقييم طور المتعلم في نظام التعليم الإلكتروني حيث وفر أدوات
تقوم بتحليل الدرجات والنتائج والاختبارات والأعمال الفصلية.
16-تدريب
المعلمين والطلاب على الصبر والحلم والتخلق بالأخلاق القويمة ؛ لأن غياب
بعض المعلمين أو الطلاب يثير الظنون السيئة عند كثير من الناس ، فيقدمون
الاحتمالات السيئة ، وهذا بخلاف سماحة الإسلام التي تقول : التمس لأخيك
سبعين عذرًا ، فإن لم تجد له عذرا فقل لعل له عذرًا لا أعرفه .
معوقات أو عيوب التعليم الإلكتروني (12)
يواجه التعليم الإلكتروني مصاعب قد تطفئ بريقه وتعيق انتشاره بسرعة وأهم هذه العوائق :
1- قضية المعايير المعتمدة ، فالتعليم الإلكتروني يعاني من عدم وضوح في الأنظمة والطرق والأساليب التي يتم فيها التعليم بشكل واضح .
2-عدم البت في قضية الحوافز التشجيعية لبيئة التعليم .
3- حدوث هجمات على المواقع الرئيسة في الإنترنت، أثرت على المعلمين والتربويين ووضعت في أذهانهم العديد من الأسئلة حول تأثير ذلك على التعليم الإلكتروني مستقبلاً .
4- الحاجة إلى بنية تحتية صلبة من حيث توفر الأجهزة و موثوقية وسرعة الاتصال بالانترنت .
3- حدوث هجمات على المواقع الرئيسة في الإنترنت، أثرت على المعلمين والتربويين ووضعت في أذهانهم العديد من الأسئلة حول تأثير ذلك على التعليم الإلكتروني مستقبلاً .
4- الحاجة إلى بنية تحتية صلبة من حيث توفر الأجهزة و موثوقية وسرعة الاتصال بالانترنت .
5- الحاجة إلى وجود متخصصين لإدارة أنظمة التعليم الالكتروني .
6- صعوبة الحصول على البرامج التعليمية الغربية باللغة العربية .
7- عدم قدرة المعلم على استخدام التقنية الإلكترونية .
8- الحاجة إلى التصفية الرقمية لتنقية المحيط التعليمي من الشواغل والملهيات والمهلكات . (13)
8- الحاجة إلى التصفية الرقمية لتنقية المحيط التعليمي من الشواغل والملهيات والمهلكات . (13)
9- فقدان العامل الإنساني في التعليم .
10-الخصوصية والسرية .
11- التكلفة الابتدائية العالية لتطوير البرمجيات التعليمية .
12- صعوبة التقويم وتطوير المعايير .
طرق التغلب على معوقات التعليم الإلكتروني
1- استجابة الطلاب الحريصين على العلم مع النمط الجديد وتفاعلهم معه.
2- المراقبة المستمرة لطرق تكامل قاعات الدرس مع التعليم الفوري والتأكد من أن المناهج الدراسية تسير وفق الخطة المرسومة لها .
3- زيادة التركيز على المعلم وإشعاره بشخصيته وأهميته بالنسبة للمؤسسة التعليمية والتأكد من عدم شعوره بعدم أهميته وأنه أصبح شيئاً تراثياً تقليدياً.
4ـ وعي أفراد المجتمع بهذا النوع من التعليم وعدم الوقوف السلبي منه.
5ـ توفر مساحة واسعة من الحيز الكهرومغناطيسي وتوسيع المجال للاتصال اللاسلكي.
6ـ الحاجة المستمرة لتدريب ودعم المتعلمين والإداريين في كافة المستويات ، حيث إن هذا النوع من التعليم يحتاج إلى التدريب المستمر وفقاً للتجدد التقنية.
7ـ الحاجة إلى تدريب المتعلمين لكيفية التعليم باستخدام الإنترنت.
8ـ الحاجة إلى نشر محتويات على مستوى عالٍ من الجودة، ذلك أن المنافسة عالمية.
9ـ تعديل كل القواعد القديمة التي تعوق الابتكار ووضع طرق جديدة تنهض بالابتكار في كل مكان وزمان للتقدم بالتعليم وإظهار الكفاءة والبراعة.
نظرتي للتعليم الإلكتروني
ومع ما تقدم من مميزات ، ومن خلال تعاملي مع هذه التقنية الحديثة - الحاسوب والإنترنت - على مدار
ما لا يقل عن خمسة عشر عامًا ، وقد بدأت في تعليم الطلاب
عبر الإنترنت منذ خمس سنوات تقريبًا أستطيع أن أقول : من ميزات التعليم عبر الإنترنت :1- تنمية روح الجدية في اكتساب خبرات أساطين العلم في كل مجال ، والتواصل مع كل الاجتهات الفكرية والإسهام في تقديم النفع لشرائح اجتماعية متعددة .
2-إظهار بعض طباع الناس طيبها وخبيثها .
3- توفير وقت المعلم والطلاب ، فالوقت الذي يقطعانه للوصول إلى محل العمل يمكن اغتنامه واستغلاله في أمر آخر يعود بالنفع عليهما في أمور الدين والدنيا .
4- توفير مال كثير للطالب كان من الممكن أن ينفقه إذا أراد الذهاب إلى المعلم أو الجامعة ، فضلًا عن المجهود الكبير ، وتكاليف السكن والطعام ...إلخ .
5-
توفير مال للمعلم نظير عمله وإن كان بصورة غير منتظمة ، وإن كنت أنصح
المقبلين على هذا الشأن - الإقراء الديني الحر - ؛ للمال أن لا يجعلوه
غايتهم ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - :
«مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ، لَا
يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ
عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (14) ،
أما إن كان المعلم صاحب رسالة يسعى لأدائها فلن يكترث بتقلبات الحياة .
كما أوصي المعلمين عبر الإنترنت بأن لا يجعلوا التعليم عبر الإنترنت هو
المصدر الأوحد لدخلهم ؛ لأن التعليم مواسم ، ففي فترة الأعياد والمصايف
والدخول المدرسي يقل إقبال الطلاب ؛ نظرًا لظروفهم المادية ، وهنا ينبغي أن
يكون المعلم ذكيًّا فيمكنه أن يستفيد من هذه الأوقات ويوسع آفاقه العلمية
في بعض العلوم التي يحبها حتى يتقن منها ما يستوي به عوده وتقوم به ساقه
(ويجاز بذلك) ؛ ليتمكن من إقامة دورات علمية فيها (مصطحبًا في رحلته القوة
الثلاثية المرونة والسرعة والابتكار) ، كما يمكنه أن يتحرك في اتجاهات
مختلفة في التجارة أو الصناعة أو الزراعة أو أي حرفة يتقنها أو عمل نافع
مجزئ يقوم به ، فكل ذلك يوفر له من المال ما يغنيه ويكفيه في فترة الركود ،
ونفترض أنه فتح مائة مشروع مدروس ، فإذا أخطأ هذا أصاب ذلك ، وإذا ضعف
مدخول الأول زاد مدخول الثاني ، وهكذا .
ومن العيوب والآفات الخطيرة في التعليم الإلكتروني :
1-كثرة الجلوس أمام الحاسوب لمدد طويلة تضعف البصر ، وتصيب الشخص بالعصبية أحيانا ، وتعرضه لاحتمال الإصابة بقائمة من الأمراض ، نسأل الله أن يعافينا جميعا ببركة القرآن الكريم .
2-
تصدر عدد من غير المؤهلين للتعليم بادعاء دراستهم علومًا أو حصولهم على
شهادات معينة وتسترهم خلف الشاشات للحصول على أغراض دنيئة ، وظهور طائفة من
الشيوخ المتساهلين ضيعوا قيمة الإجازة ؛ لنوايا الله يعلمها .3- حرص كثير من الطلاب على الرواية والأسانيد لا الدراية والتجويد ، وكتبت في ذلك :
يَا قَارِئَ الذِّكْرِ وَوَاقِدَ الْفِكْرِ : إِتْقَانُكَ إِسْنَادُكَ ، وَقِرَاءَتُكَ إِجَازَتُكَ ، وَفَهْمُكَ عِلْمُكَ ، وَأَخْلَاقُكَ تَصْدِيقُكَ .
3-بعض الطلبة القادرين يبخسون الناس أشياءهم ويتكاسلون عن أداء رسوم شهرية ولو يسيرة للمعلم أو الجهة التعليمية المسؤولة وكأنه يتعامل مع جهاز أصم ، وبعضهم يرى أخذ المال على تعليم القرآن جريمة لا تغتفر ؛ لأنه عبادة (15) ، وإذا سألته ماذا تعمل ؟! يقول أدرس القرآن في جمعية أو مدرسة أو إمام مسجد ، فنقول له : وكيف تأكل وتشرب وتسكن وتدفع الالتزامات ؟! يقول لي راتب من الجمعية أو المدرسة أو المسجد ..... لا تعليق .
4- عدم التزام بعض الطلاب الأدبَ مع شيوخهم .
5-عدم
أخذ بعض الطلاب الأمور بجدية ، واعتبار الإنترنت وسيلة للتسلية ؛ فيضيعون
أوقات المعلمين وتعطيل الطلاب الجادين بأخذهم وقتهم ، وقد عانيت من ذلك
كثيرًا حتى يسر الله - تعالى - بوضع نظام للمقرأة (16) ،
، وكان مما كتبته في ذلك :
الدين
النصيحة ، وقد تكون النصيحة قاسية أحيانا ، وعلى كل حال ليس الكلام موجهًا
لشخص بعينه ، ما بال أقوام يضيفون شيوخ القرآن على سكايب ثم يأخذون منهم
مواعيد ولا يحضرون ثم يحذفونهم ؛ لأنهم لم يحققوا لهم ما يريدون على عجل ،
أقول لهم : رغم حرص الشيوخ على إفادتكم ونفعكم أخطأتم ولم تحسنوا التعامل
مع العلم وأهله ، ليتكم تعلمتم الأدب بدلا من تضييع أوقات إخوانكم ، وستمر
بكم الأيام والسنون ولن تحفظوا أو تتعلموا شيئا ؛ لأنكم ذَوَّاقُون ،
تجربون هذا وتختبرون ذلك ، كأن هذه النعمة التي يسرها الله لكم لعبة
للتسلية ، ارجعوا إلى ربكم واستسمحوا من ظلمتم لعل الله أن يبصركم بالطريق
المستقيم ويهديكم سواء السبيل . وفقكم الله .
خَلْفَ
الْحَوَاسِيبِ بَشَرْ ... فَقُلْ
خَيْرًا تُسَرّْ
وَإِنْ وَعَدْتَ فَأَوْفِ ... عَلَيْكَ شُهُودُ الْجَوْفِ
وَإِلَّا فَاعْتَذِرْ ... لِئَلَّا أَنْتَظِرْ
فَمَا بَالَ أَقْوَامْ ...وُعُودُهُمْ كَلَامْ
وَأَخْلَاقُ الْكِرَامْ ... وَفَاءٌ وَانْتِظَامْ
وَفِي الْقُرْآنِ آيَهْ ... لِمَنْ رَامَ الْهِدَايَهْ
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابْ (17) ... سَلَامٌ لَا عِتَابْ
وَإِنْ وَعَدْتَ فَأَوْفِ ... عَلَيْكَ شُهُودُ الْجَوْفِ
وَإِلَّا فَاعْتَذِرْ ... لِئَلَّا أَنْتَظِرْ
فَمَا بَالَ أَقْوَامْ ...وُعُودُهُمْ كَلَامْ
وَأَخْلَاقُ الْكِرَامْ ... وَفَاءٌ وَانْتِظَامْ
وَفِي الْقُرْآنِ آيَهْ ... لِمَنْ رَامَ الْهِدَايَهْ
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابْ (17) ... سَلَامٌ لَا عِتَابْ
كما ذيلت النظام بقولي :
فإن أعجبك الحال ... فاصبر تنال :
العذب الزُّلال
وإن لم يعجبك المذهب ... فاتركه واذهب
وإن أردت الإزالة ... فلا عتاب ولا نذالة
يا عالَم العجائب ... لولا الرغائب والغرائب
لألقيت السلام على الأقارب ... وحسبي بكتاب الله صاحب
وإن لم يعجبك المذهب ... فاتركه واذهب
وإن أردت الإزالة ... فلا عتاب ولا نذالة
يا عالَم العجائب ... لولا الرغائب والغرائب
لألقيت السلام على الأقارب ... وحسبي بكتاب الله صاحب
نسأل
الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ، ويزيدنا علمًا ، ويجعله حجة
لنا لا علينا ، والحمد لله رب العالمين ، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على
سيدنا محمد وآهل وصحبه أجمعين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جمع فروة ، وهو الجلد ذو الشعر كجلد الأرانب والإبل ، ويستعمل في صناعة الأكسية .
(2) الجامع لأحكام القرآن - الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (ت 671هـ) - (20/ 160) ، وزاد المسير في علم التفسير- الإمام جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (ت 597هـ) بتصرف يسير ، وقال القرطبي : وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ: الْكَنُودُ بِلِسَانِ كِنْدَةَ وَحَضْرَمَوْتَ: الْعَاصِي، وَبِلِسَانِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ: الْكَفُورُ. وَبِلِسَانِ كِنَانَةَ: الْبَخِيلُ السَّيِّئُ الْمَلَكَةِ، وَقِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ كِنْدَةُ كِنْدَةَ، لِأَنَّهَا جَحَدَتْ أَبَاهَا. وَقِيلَ: الْكَنُودُ: مِنْ كَنَدَ إِذَا قَطَعَ، كَأَنَّهُ يَقْطَعُ مَا يَنْبَغِي أَنْ يُوَاصِلَهُ مِنَ الشُّكْرِ.وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْوَاسِطِيُّ: الْكَنُودُ: الَّذِي يُنْفِقُ نِعَمَ اللَّهِ فِي مَعَاصِي اللَّهِ.وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ: الْكَنُودُ: الَّذِي يَرَى النِّعْمَةَ مِنْ نَفْسِهِ وَأَعْوَانِهِ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: الَّذِي يَرَى النِّعْمَةَ وَلَا يَرَى الْمُنْعِمَ. وَقَالَ ذُو النُّونِ الْمِصْرِيُّ: الْهَلُوعُ وَالْكَنُودُ: هُوَ الَّذِي إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعٌ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعٌ. وَقِيلَ: هُوَ الْحَقُودُ الْحَسُودُ. وَقِيلَ: هُوَ الْجَهُولُ لِقَدْرِهِ. وَفِي الْحِكْمَةِ: من جهل قدرة: هتك ستره.(20/ 161) .
(2) الجامع لأحكام القرآن - الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (ت 671هـ) - (20/ 160) ، وزاد المسير في علم التفسير- الإمام جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (ت 597هـ) بتصرف يسير ، وقال القرطبي : وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ: الْكَنُودُ بِلِسَانِ كِنْدَةَ وَحَضْرَمَوْتَ: الْعَاصِي، وَبِلِسَانِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ: الْكَفُورُ. وَبِلِسَانِ كِنَانَةَ: الْبَخِيلُ السَّيِّئُ الْمَلَكَةِ، وَقِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ كِنْدَةُ كِنْدَةَ، لِأَنَّهَا جَحَدَتْ أَبَاهَا. وَقِيلَ: الْكَنُودُ: مِنْ كَنَدَ إِذَا قَطَعَ، كَأَنَّهُ يَقْطَعُ مَا يَنْبَغِي أَنْ يُوَاصِلَهُ مِنَ الشُّكْرِ.وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْوَاسِطِيُّ: الْكَنُودُ: الَّذِي يُنْفِقُ نِعَمَ اللَّهِ فِي مَعَاصِي اللَّهِ.وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ: الْكَنُودُ: الَّذِي يَرَى النِّعْمَةَ مِنْ نَفْسِهِ وَأَعْوَانِهِ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: الَّذِي يَرَى النِّعْمَةَ وَلَا يَرَى الْمُنْعِمَ. وَقَالَ ذُو النُّونِ الْمِصْرِيُّ: الْهَلُوعُ وَالْكَنُودُ: هُوَ الَّذِي إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعٌ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعٌ. وَقِيلَ: هُوَ الْحَقُودُ الْحَسُودُ. وَقِيلَ: هُوَ الْجَهُولُ لِقَدْرِهِ. وَفِي الْحِكْمَةِ: من جهل قدرة: هتك ستره.(20/ 161) .
(3) قيل إن أول من وَلَّدَ وعرَّب هذا المصطلح هو أستاذنا الدكتور عبد
الصبور شاهين - (ت 1431 هـ) رحمه الله - ، لمعرفة تاريخ الحاسوب تابع
الرابطين :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D9%88 %D8%A8http://www.startimes.com/?t=31788421
(4) باللغة الإنجليزية
Laptop : جهاز كمبيوتر محمول ؛ حاسوب شخصى صغير .
(5) بالإنجليزية tablet PC : كمبيوتر محمول ذو شاشة تقبل الدوران .
(6) بالإنجليزية USB : ناقل تتابعى مشترك .
(7) بالإنجليزية Hard disk : قرص ثابت ، وليس معنى تحدثنا بهذه المصلحات أننا ننفي وجود مصطلحات بديلة في لغتنا العربية الثرية ، وإنما نتكلم بها لكثرتها على الألسنة ، ولبيان ليونة هذه اللغة العظيمة ، فكم من المصطلحات الأعجمية التي طبخت في مجامعنا اللغوية حتى نضجت وأصبحت عربية .
(8) بالإنجليزية Internet : اختصار للمصطلح : International Network أي الشبكة الدولية ، لمعرفة مخترع الإنترنت تابع الرابط :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%8A%D9%85_%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%86%D8%B1%D8%B2_%D9%84%D9%8A
(9) للمزيد تابع مقال أ/راشد الشاذلي : http://mehany.yoo7.com/t102-topic
(10) هذا العنصر وما يليه نقلًا عن جامعة الملك سعود بتصرف :
http://faculty.ksu.edu.sa/7338/Pages/edu4.aspx
(11) بتصرف من موضوع أ/راشد الشاذلي : http://mehany.yoo7.com/t102-topic
(12) أكثر هذا الموضوع منقول عن أ/راشد الشاذلي ، مع تصرف وإضافات ، رابط النقل : http://mehany.yoo7.com/t102-topic
(13) التصفية الرقمية فى التعليم الإلكترونى هي مقدرة الأشخاص أو المؤسسات على تحديد محيط الاتصال والزمن بالنسبة للأشخاص وهل هناك حاجة لاستقبال اتصالاتهم ، ثم هل هذه الاتصالات مقيدة أما لا، وهل تسبب ضرر وتلف ، ويكون ذلك بوضع فلاتر أو مرشحات لمنع الاتصال أو إغلاقه أمام الاتصالات غير المرغوب فيها وكذلك الأمر بالنسبة للدعايات والإعلانات ، نقلا عن منتدى جامعة المدينة العالمية :
(14) صحيح ، رواه ابن ماجه (252) (1/ 92) وأبو داود (3664) (3/ 323) وغيرهما .
(15) لمعرفة قول العلماء تابع الرابط : http://www.alukah.net/Sharia/0/56196/
(16) http://zdnyilma.blogspot.com/2014/08/blog-post_80.html
(17) قال الله - تعالى - : ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا)) (مريم 54) .